إذا كانت الحياة مسرح، ما هو دورك؟https://togetherwebuildit.org/ar/wp-content/uploads/sites/3/2018/10/IMG_20181015_112851.jpg19301285Rawan KhalfallahRawan Khalfallahhttps://togetherwebuildit.org/ar/wp-content/uploads/sites/3/2020/03/WhatsApp-Image-2020-03-15-at-7.17.43-AM-96x96.jpeg
بصفتنا كائنات بشرية ، يتم تصنيفنا بواسطة هوية اجتماعية أعطاها إيانا المجتمع منذ الولادة. عائلتنا، مدينتنا، ديننا ، ثقافاتنا ، محيطنا …
كل هذا يأثر علي تلوين صورتك و شخصيتك التي يجب أن تكون عليها ، مما يجعلنا نسجن أنفسنا والآخرين في صندوق مغلق، و نحصر سلوكنا الشخصي في النطاق”المتوقع منا” ونحكم على باقي الامور بالأفكار النمطية الافتراضية التي تحصل عليها المجتمع.
منذ قديم الزمان، يسعى الأفراد إلى إصلاح هويتهم استنادًا إلى وجهات نظرهم الشخصية و ادراكهم إلى جانب بقية من العناصر – و يتمثل هذا في سؤال أنفسهم “ماذا يريدون وماذا يمكن أن يكونوا”، وليس ماذا استناداً علي ما يريده المجتمع. ما الذي سيبقى منك إذا جُردت من هويتك الخاصة؟ وماذا يمكن أن يميزك عن الآخرين إذا تم جمعكم في مكان محصور تحت سقف واحد؟، نحكم على الأشخاص غالبا مستندين إلى ما نسمعه من وسائل الإعلام ، أو من ملاحظات شخصية اكتسبناها بناءا على تجارب أفراد آخرين. إن ما تقرأه من كتاب واحد أو ما تشاهده في برنامج تلفزيوني عن بلد معين أو دين معين لا يوفر لك معلومات شاملة بهذا الخصوص ، مما قد
يحد أو يأثر على سرد قصص الافراد الشخصية و على صياغتنا لقصتنا الشخصية الخاصة.
لهذا السبب ، تم اختيار “إعادة تشكيل المفاهيم” عنوانا لمنتدى شباب السلام 2018 الذي اتخذ مكانا في لاهاي- هولندا تحت تنظيم (UNOY)، وجمع المنتدى أكثر من 40 شخصا من صانعي السلام الشباب من جميع أنحاء العالم، وقد كنت محظوظة بما فيه الكفاية لتمثيل ليبيا و منظمة “معا نبنيها” فيه ، كالناشطة الشابة الوحيدة التي من
شمال أفريقيا. و قبل أيام من المنتدى كنت في لاهاي أحضر بحثا أجريته بخصوص ورشة تحليلية على أرض الواقع تقيمها معا نبنيها تحت مظلة (UNOY)، ركز البحث على الدور الهام الذي يلعبه الشباب الليبيين في عملية بناء السلام ، وربط النقاط التي مكنت الشباب من المشاركة المدنية وتأثير ذلك الإيجابي على الأرض بالرغم من التحديات المستمرة التي يواجهها. في حقيقة نتائج البحث أرسلتني إلى المنتدى بسعادة وفخر مطلقين لأنني أتيت من الخلفية التي جئت منها ، ساعية لإعادة تشكيل ما يعرفه الناس عن ليبيا من خلال وضع أمثلة بين الحين والآخر حول الأشياء العظيمة التي يفعلها الشباب في ليبيا..
ما يجعل هذا الموضوع مترابطا هو ان المنتدى سلط الضوء على أهمية القصص الشخصية والقوة التي يمكن أن تقدمها بمجرد إصدارها، وكيف أنه لا يجب أن نحكم على بعضنا البعض من خلال الأخبار السائدة التي نراها هنا وهناك، موضحا مدي أهمية وضع أنفسنا في حذاء اشخصل الآخر لكي نستطيع رؤية منظور الاخر للتغيير.
لقد كانوا المشاركين في المنتدى عبارة عن مجموعة فريدة من الناشطين في تخصصات متنوعة ، و من أحد الأهداف كانت إيجاد أرضية مشتركة يمكننا العمل عليها سويا فيما بيننا. كما ركز على تقاسم المعرفة والسماح للمشاركين أنفسهم بأن يكونوا قادة وميسرين لبعض الجلسات. وشملت المواضيع على الأزمات الاجتماعية-البيئية ، وريادة الأعمال وعلاقتها ببناء السلام ، والهجرة القسرية ، وأهمية الشجاعة الأخلاقية في عملية المصالحة في المجتمعات المتعددة الثقافات والأديان.
أتذكر أن إحدى الجلسات كانت عن خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، فعندما دخلنا إلى الغرفة وجدنا بعض التعليقات الجارحة التي نجدها عادة على صفحات التواصل الإجتماعي و التي معظمها تتحدث عن الهجرة والدين ، مما أثار مشاعرنا الداخلية،و من ثم سألنا الميسيرون إذا كان بإمكاننا الكتابة لهم بعد الخوض في مناقشة مع بقية المشاركين فماذا يمكن أن نقول؟ و إذا ما نعتقد أنه سيحدث فرقا؟ فإن لم يكن كذلك ، ما الذي ينبغي علينا فعله؟
و قد سمح لنا المنتدى أيضًا بالغرق في مكان عميق في أنفسنا ،بإطلاق الطاقة الإيجابية واستيعابها ، وبناء فكرة أننا الشباب قادرين على إحداث تغيير إذا ما تم إعطائنا فرصًا أكثر ،مما يجعلنا نفكر ان ربما السلام الدائم ليس بعيد المنال علي اي حال.. بناء الشبكات وبناء الجسور بين المشاركين كانت من الأشياء التي جاءت بشكل طبيعي ، على الرغم من حقيقة أن كل احد منا جاء من خلفية مختلفة ، ولم يجعل هذا التواصل فيما بيننا صعب ، فمن وجهة نظري المؤتمر كان مثالًا حيًا على كسر الأفكار النمطية ، عن طريق جمع التنوع بين الثقافات تحت سقف واحد في سلام ، وهذا في رأيي يرسل رسالة قوية أن الشباب الممكنون قادرون على أن يكونوا سفراء للسلام.
و في النهاية ، كل واحد منا لديه دور خاص فرضته عليه الحياة ولكنه في أيدينا إعادة صياغة و سرد أدوارنا.