العالم يتغير بدورك لا برأيك , ومن الادوار التي تلهمني للعمل على تغيير حياتنا وحياة من بعدنا الى الافضل هي المساهمة في نشر الوعي بأهمية ادراك الحقيقة , عوضا عن الاستناد الى الموروث الذي اكتسب احقيته بانتشار مفهوم قدسية التوارث الفكري من الاباء الى الابناء, مع غض النظر عن حقيقة الضرر الذي يلحق بنا باتباعنا لهذه المواريث الفكرية.
حظيت بفرصة الاطلاع على مثل هذا الدور عندما صادفني منشور منظمة معا نبنيها على موقع التواصل الاجتماعي في حملتها بعنوان” سوبر نساوين” , التي برأيي ساهمت في نشر الوعي بإدراك حقيقة العنف ضد المرأة في ليبيا، من خلال عرض تجارب عملية لأفراد مجتمع متعايش مع أعباء النظام الأبوي المتوارث الذي ينهى أفراده الإناث عن رفض العنف اللفظي/ الجنسي/ الاقتصادي/ السياسي بوسيلة عرض مبتكرة (القصص المصورة Comics) تجذب بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
العمل التطوعي في المجال التوعوي وخصيصا النسوية كان ولازال يشكل حاجز خوف لنا عن المبادرة. ولكسر هذا الحاجز كان يجب لي ان اجد المكان المناسب الذي يسمح لي بالتخلي عن النسوية الفردية والانضمام الى الجسم النسوي الذي يعمل على رفض العنف ضد المرأة في ليبيا والعالم. اطمح على المدى البعيد بترسيخ اهمية الادراك العقلي للحقائق في حياتنا, لكي نخلق لنا حياة بحلول مبنية على الدراسة الواقعية لظروفنا, ونبذ كل ما هو سلطوي يبعدنا عن حقنا في العيش الكريم.
