لماذا يفترض الناس دائمًا أن بكوننا صغار السن يعني أننا غير قادرين على التفكير في أمور جدية، أو لا يمكننا اتخاذ قرار لأنفسنا، ولا نعرف أشياء معينة بسبب صغر سننا.
لماذا نسمح للأرقام بتعريف عمرنا ونضجنا الحقيقي؟ البعض يعتقد أنه بسبب السن المبكرة العقل يشبه الصفحة البيضاء الفارغة من دون معرفة أو وعي، أو أنه لا يمكن أن يكون ذا فائدة في بعض الأشياء. مما يؤدي لعدم إدماجهم في الكثير من الحالات. يجب علينا ان نعترف بحقيقة ان الشباب هم جزء كبير من المجتمع الذي نعيش فيه الآن وفي المستقبل، وأنهم يلعبون دور ضخم فيه جنبا لجنب مع الأجيال الأخرى.
لا يوجد خطأ بمشاركتك حتى وأنت في سن صغيرة نسبياً. العقول الشابة هم الذين سيستلمون ما نقدمه في المستقبل، فمن المفترض أن تكون لهم يد في بناء مستقبلهم. الشباب اليوم أثبتوا أنه من المفيد إشراك الشباب بأفكارهم الجديدة والعصرية. مع ذلك الناس لازالوا يحملون نفس المنظور بأننا لسنا كبارا أو ناضجين كفاية لنكون مع البقية، فهم يستمرون بوضع قيود محدودة لقدراتنا وأفكارنا في حين في بعض الأوقات يمكننا تقديم أكثر من المتوقع لكن المشكلة أنه ليس مسموح لنا. يمكن ان تعتقد أنها احتمالية ضعيفة أن تجد أفرادا عقلانيين كفاية ومع هذا صغار في السن، لكن ماذا لو كان السبب الوحيد للوضع الحالي هو لأنهم لم تتح لهم الفرصة لأن يعملوا على مهاراتهم و قدراتهم، و أن يحدثوا فرق لأنفسهم.
علينا أن نتأكد أنهم يعلمون أن لديهم الفرصة و أن بإمكانهم المشاركة، أن أصواتهم يمكن أن تُسمع، وأن لآرائهم قيمة، أن أفعالهم لها أهمية. فكرة أن ستكون لديهم الفرصة ليعبروا عن وجهات نظرهم ستعطيهم الشجاعة لإيصال أراءهم/ن و أن يعبروا عن أنفسهم، فهذا سيعطيهم القوة والدفعة لان يحققوا شيئا.
الكثير من الأشياء تحدث للشباب طوال الوقت في ليبيا، حيث أنه يتم تجاهلهم وإساءة فهمهم وعدم حصولهم على الاهتمام اللازم. خاصة الفتيات الصغار دائما ما يواجهوا عدم الاحترام و نبذ لأفكارهم لمجرد حقيقة انها أنثى ، كل هذا يؤثر عليهم منذ سن صغيرة بسبب معايير المجتمع و التمييز القائم على أساس الجنس، و هذا يحدث للنساء و الفتيات. بمجرد التعبير عن رأيهن سيتم إسكاتهن و إقصاءهن من المحادثة أو أي شي بسبب إما صغر سنهم أو لجنسهم. كانت هناك مرة عندما سمعت نقاش عن موضوع مُعين كنت قد عرفت عنه بعض المعلومات وقد قررت أن أقول ما كنت أفكر فيه لكن تم إسكاتي فجأة وقيل لي حرفياً؛ منعرفش علي شن نتكلم، وأن اني مجرد بنت صغيرة، فرخة والمفروض منتكلمش اصلاً. من غير إهتمام لإن كان ما تريد قوله صح أم خطأ، أو إذا كانت عندك نقطة مهمة و هذا ما في الكثير من الأحيان يحدث. لو فقط كنا قادرين على التعبير عن آرائنا بحرية من دون التفكير فيما قد يقوله الناس عنّا، أرى بوضوح انه عند حدوث نقاش بيني وبين مجموعة من أصدقائي عن شيء ما نجد أنفسنا نتحدث و نتشارك وجهات نظرنا مع بعضنا و في تلك اللحظة لا يهم إنْ ما كنا نقوله صحيح أم لا فلا يوجد من يحكم علينا بسبب عمرنا. ذلك يوضح أنه عند توفر الفرصة والامكانية نتكلم ونعبر عن ما نؤمن به بدون تردد.
لهذا السبب أردت وقررت أن أكون جزءا من منظمة معاً نبنيها، كما هي معروفة بتنوع أجيالها و لهذا تعطيني والعديد من الآخرين الفرصة عن طريق مشروعهم الجديد بإنشاء قسم للفتيات حيث يدعموننا بإعطائنا فرصة لأن يكون صوتنا مسموع من دون الإحساس بأننا أقل من الآخرين بسبب عمرنا أو صفتنا الاجتماعية بل يستمعون لنا ويحترموننا، ويعرفون أهمية وجود الشباب في بناء مستقبل سلمي حيث أن الجميع لديهم دور متساوٍ فيه. هذا الموضوع يُلهمني و يُعطيني الأمل كشابة في هذا المجتمع الذي نعيشه، مما يجعلني أريد أن أكون جزء من هذه العملية لجعله مكان أفضل للجميع. أريد أن أكون قادرة على مساعدة الناس في فهم أن التنوع و الإختلاف في العمر شيء كبير الأهمية لخلق مجتمع مسالم، يفهم بعضه البعض، بعملنا كلنا معاً يمكن للجميع الحصول على فرص متساوية، أريد للشباب عامةً ان يبدأ في التفكير في أن لديهم دور مهم ليلعبوه، وأن يمكنهم تحقيق ما يريدون.