#صوم_للسلام

#صوم_للسلام

#صوم_للسلام 750 440 Sajeda Sharief

كتابة ساجدة الشريف، سعاد فتحي، ريم محمود

 

كفتيات صغيرات دائما ما يتم نصحنا بالتصرف كراشدات “أي بعقلانية أكثر”، مع أن كل ما رأيناه من الراشدين
المسؤولين في ليبيا إلى الآن هو العنف و خطابات الكراهية التي تولد مزيداً من الصراعات يدفع ثمنها الأبرياء و من ليس لهم ذنب في هذه الحرب، لقد انتظرنا من صانعي القرارات اتخاذ خطوات جًدية وإيجاد حلول فعالة تقودنا إلى الأمن والسلام الحقيقي ،ولكن لازلنا نسمع كل يوم عن صراعات و جرائم شرسة يدفع ثمنها المدنيين بسبب أْطماع أمراء الحروب و خطابات الكراهية التي تحرض على العنف، نحن نريد حلول تجعل من الإنسان أولوية قبل أي تطلعات سياسية أخرى، لقد انتظرنا بما فيه الكفاية دون فائدة ولن نجلس لنشاهد بصمت بعد الأن.

لقد وعدنا أنفسنا بأن نصوم كل يوم خميس لأننا نريد أن نوضح لكل ضحايا الحروب أينما كانوا أننا نهتم لأجلهم و لم ننسى معاناتهم ابدا ولم نتغافل عنها ، و أيضا لكي نذكر أمراء الحروب أننا لن نرضى بهذه الحياة المُتزعزة طيلة عمرنا و لن نشاهد مستقبلنا ينهار .

الكثير يتسائلون لماذا الصوم؟ كيف يمكن للصوم أن يكون حل؟ .. قد لا يكون الصيام معجزة لكنه حل لمعضلة كبيرة
وهي فقد إنسانيتنا، إنسانيتنا التي تخلينا عنها لمصالح شخصية أنانية جعلتنا نصل لهذه المراحل التي نحن فيها حالياً من حقد وكره. الصوم هو طريقة للشعور بما يمر به غيرنا والإحساس بمعاناتهم، هي طريقة تجعلنا ندرك كيف أن كل ما يحدث ليس ذنبهم ولا هو ذنبنا أيضاً، طريقة تذكرنا أننا إن لم نتخلص من هذه الأنانية التي حفرت نفسها في عقولنا فلن نجد سلام لن نجد راحة أو أمن، هي موقفنا مع الإنسان و لنشدد أننا ضد كل هذه الجرائم الشنيعة التي تمسنا، اخترناها لنرفض قتل الأبرياء ليس فقط في ليبيا بل في جميع أنحاء العالم لأن هذا من أبسط حقوق الإنسان المستحقة.

تأسست حملة صوم للسلام في مارس قبل الأحداث الحالية في طرابلس، مما يعني ان صوم للسلام حملة ليست مع أي مجموعة سياسية معينة فهي للجميع و هدفنا الخالص منها هو السلام والتضامن مع الأبرياء.

نحن نعيش في عالم يؤثر فيه النزاع بشكل غير متناسب على الجميع (شبابا و شيبا ) ، لذلك هناك حاجة لدعم أصوات الشباب. كفتيات صغيرات ، دائمًا ما قيل لنا أن ننضج و نكبر ، وما زلوا ييخبروننا بأننا المستقبل وعلينا أن نعد أنفسنا لنكون المستقبل المشرق ، ولكن كشباب لدينا الحق في أن نفقد صبرنا ، أننا نؤكد انه يجب علينا أن نعمل معا إذا أردنا معالجة التحديات التي نواجهها. كٌل لديه مسؤوليات تجاه صنع السلام ومسؤوليتنا أكبر ، ولهذا السبب نقف لنقول لا مزيد من الأقصاء وشح المشاركة للشباب ، وعليكم إيلاء المزيد من الاحترام لرأينا وأصواتنا ، لقد مللنا من الاجتماعات خلف الأبواب المغلقة مع أمراء الحرب وأصحاب القوى تناقشون مستقبلنا ، ان كنتم فعلا تهمتون لمستقبلنا وحياتنا ، فيجب أن ندرج كجسم رئيسي في صنع السلام وتحقيقه لأننا لسنا المستقبل فقط بل الحاضر أيضًا .

لا يمكن للمجتمع الدولي والمحلي أن يتجاهل وجهة نظر الشباب الذين لديهم القدرة على أن يكونوا الحل لإنهاء العنف ووقف النزاعات على نطاق عالمي. كشباب سنظهر للعالم رؤية غير مستغلة للمستقبل وحلول جديدة للنزاعات والمشاكل التي تطغى على الصغار والكبار على حد سواء .. نحن نكبر لنكون مفاوضين أو وسطاء أو صانعي سلام ،لذا لدينا الأحقية والقدرة على أن نكون صانعي التغيير في هذه اللحظة .

إن الأمر يتعلق بالشباب ككل يتعلق بتوفير المساحة والأدوات اللازمة لتشكيل المستقبل الذي يريدون. يتعلق الأمر
بمشاركة الشباب وخبراتهم للمساعدة في تصميم وتنفيذ سياسات وبرامج مستجيبة للسلام. هذا يتعلق بأن يكون الشباب وكلاء للتغيير ، ولديهم مقعد على طاولة صنع القرار. “الشباب في عالمنا اليوم هم عصي التغيير”. لذلك دعونا نبدأ العمل.