هل هذا أصعب مكان على الأرض لتكوني إمرأة؟

هل هذا أصعب مكان على الأرض لتكوني إمرأة؟

هل هذا أصعب مكان على الأرض لتكوني إمرأة؟ 960 640 Iman Elmojahed

هل هذا أكثر مكان صعب للنساء للعيش فيه؟

لا…

على الرغم من أن العديد من المجتمعات الدولية يمكن أن يعتقدون، أن النساء في ليبيا ليس محتجزات كرهائن في منازلهم لطهي الطعام، والتنظيف، و خدمة أزواجهنّ، و ليس لديهنّ أي حقوق. مع ذلك الوضع أقرب إلى بلدان أخرى في المنطقة، حيث العنف على أساس الجنس وعدم المساواة بين الجنسين، موجود فعلا! و في تزايد سريع خاصة بعد الثورة.

النساء منذ بداية الثورة في 2011

لعبت المرأة في ليبيا دور كبير في الثورة لم يتم تسليط الضوء عليه بالشكل اللازم، و العديد ظنّ أن الثورة كانت من الرجال فقط. و لكن في الحقيقة النساء و الرجال عملوا جنبا لجنب، بعد الإطاحة بنظام القذافي ظنّ الرجال أن المرأة ليس لديها القوة، القدرة، أو الخلفية اللازمة ليساهموا في الإستقرار السياسي، متناسيين أنهم ليس لديهم الخبرة أيضا ليدخلوا السياسة، نظرا لأننا كنا جميعا نعيش تحت نظام دكتاتوري، خانق سياسيا.

و الأن نحن بصدد محاربة التطرف و المتطرفين إذا أردنا أن يكون هناك ما يسمى بـ”ليبيا الحرة”. كماهو الحال عند إنعدام القانون و النظام، المرأة هي الضحية الرئيسية من تزايد العنف و إنعدام الأمن. و النساء في بلدي ضحايا بشكل مضاعف أولا بسبب العنف و إنعدام الأمن، و ثانيا بسبب المجتمع و الثقافة. العقبات الكبيرة التي تعيق تقدم النساء في بلدي في نظام قمعي بالفطرة يتقطّر بشكل طبيعي لجوانب صغيرة تؤثر على الحياة اليومية. و يمكن لهذه الأساليب بالفعل كسر إمرأة، و أنا أعترف أنا إمرأة قريبة للغاية من الكسر.

ما كانت هذه الأحداث و الأفعال الصغيرة اليومية التي دفعتني للحافة؟

ممكن أن تكون المرات الغير معدودة ، التي أكون فيها خارج المنزل في الأماكن العامة لوحدي عندما يفترض بعض الرجال أنني بما أنني خارجا وحدي فأنا أطلب بأن يتم التحرش بي لفظيا و أحيانا حتى جنسيا. أو المرات الكثيرة التي ألقى بعض الرجال أرقام هواتفهم عليّا بلا خجل، أو تتبعوني في كل مكان، على الرغم من وضوح عدم إهتمامي بهم. و في أحيانا أخرى كانت هذه المضايقات تكون مطارادات متهورة بالسيارة كان يمكن أن تنتهي بحوادث.

مثال أخر، عندما كنت مسافرة في المطار، حيث قام ولد في السادسة عشر من عمره من الأمن بمضايقتي كثيرا و مطالبتي بتفتيش حقيبة يدي، و توجيه كل أنواع الأسئلة لأنني مسافرة لوحدي و أين أهلي أو الأوصياء عليّ. رغم أنه كان قد تفقد جواز سفري و عرف أنني أكبر منه بتسع أعوام، و لكن هذا لم يهم هو كان رجل و أنا إمرأة، و عندما ذهبت للسلطات في المطار طلبوا منّي الهدوء و أن لا أضخم الأمر و أنه كان يقوم بعمله فقط.

كإمرأة، يمكن أن تصل لنقطة الغليان من خلال التعامل مع الأشياء الصغيرة التي تحدث على مستوى يومي تقريبا كل مرة أخطو خارج منزلي للشارع.

التسوّق، قيادة السيارة، و المشي بالقرب من مقهى، مرفوض! ليس أننا محظورين من فعل كل ذلك، ليس هناك أي قوانين مكتوبة تمنعنا من ذلك، هذه فقط أشياء تعتبر حكرا على الرجال، و تعتبر من “المحرّمات الإجتماعية” للنساء.

و كنتيجة، لأسباب أمنية و لتجنب المشاكل دائما من الأفضل أن تُظهر أنها متزوجة أو محميّة من قبل أحد أقاربها الذكور عندما تكون في الأماكن العامة.

رؤية حالة حقوق المرأة في ليبيا بعد خمس سنوات من الثورة، يجعلني خائفة أن تستمر حقوق المرأة في الإختفاء جانبا أو استخدامها و وصفها كمخاطر سياسية في الصراع على السلطة بين المتنافسين المختلفين للسلطة.