العالم لايحتاج ارقاما و ابحاثا رسمية تشيرالى ان اللامساواة بين الجنسين هي مشكلة حية في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا. نحن لدينا كامل الوعي بها, بل نحن نعيشها, بغض النظرعن لو كنا نريد الاعتراف بها ام لا. و الحقيقة ايضا تشير الى ان اغلب العبء يقع علي النساء خاصة, حيث انه لا يوجد اي مؤشرات واضحة تدل علي تأثر الرجال بهذا الموضوع خصيصا
مع هذا, فإن درجة اللامساواة تختلف من بلد الي بلد, و من وقت الي وقت, كل ما كانت اكبر, كل ما زاد الضرر. لماذا؟ لأن المجتمعات على وجه الخصوص , والبلدان بصفة عامة لديهم ثقافات مختلفة تماما, لكنها تظل متشابهة في بعض الامور. السبب في ذلك يعود لحقيقة ان البشر هم من يكونون و يصنعون تلك المجتمعات و البلدان, والطبيعة البشرية دائما ما تتشارك في اهتمامات مشابهة
اللاوعي الانحيازي هو مايضع المعايير و المبادئ الجندرية, والذي يجعل المشكلة تتراكم و يكون لها تأثير أضخم علي جميع المستويات والتي يمكن ان يواجهها المجتمع عندما يتعلق الامر بمشكلة اللامساوة بين الجنسين. النتيجة علي الاغلب دائما متوقعة, الا وهي غياب العدالة الجنسية التي تؤدي الي تضرر الحالة الاجتماعية الخاصة بالمرأة. كل ما كان المجتمع ينقصه الامتيازات, كل ما كانت النتيجة اسوأ, ووجدت النساء نهايات مغلقة اكثر
بغض النظر عن حقيقة معاناة كل البلدان الواقعة في شمال افربقيا و الشرق الاوسط, الي انه يمكننا النظر في هذه المشكلة بالتحديد علي انها مشكلة نسبية.كيف؟ يمكن للمشكلة ان تبداء ب “من يتقاضى راتبا اعلي, الرجال ام النساء؟” نزولا عند “هل يمكن للنساء القيادة بحرية” لتهبط عند “لو ولدت انثي فأنها تستحق ان تدفن حية”
كأمرأة مناصرة لحقوق المساوة بين الجنسين و ضحية في ذات الوقت للمعتقدات الاجتماعية , السؤال السابق “كيف” يقود الى سؤال اكبر : “كيف يمكننا ايجاد حل للتخلص من هذا الظلم الاجتماعي و تعزيز المساواة بين الجنسين؟ بعد اقرار التناسب الذي نواجهه, و تحليل المشكلة عن قرب, سيمكننا ذلك من تأكيد جذور المشكلة بالتحديد, و هذا سيكون اولا
ثانيا, و بعد اجراء دراسات علي الوضع القائم, ومناصرة حقوق المرأة و العدالة الجنسية يجب دائما ان تبدأ بنشر الوعي حول هذه المشاكل, اذا انه من المهم علي الاثنان المرأة و الرجل ان يكونا واعين للوضع القائم حولهم, لكي تبقي اعينهم مفتوحة
ثالثا, دعم و تعزيز النساء الصغار في العمر, ولذلك من المهم ان تتعرف الفتيات الصغار على حقوقهن في عمر صغير نسبيا. لنقف عند هذه الحقيقة لبرهة, فلضمان التطور والتخفيف من اللامساوة و حتي نجد الحلول, يجب عليهم ان ينطلقوا من جوهر الواقع. لذلك تشجيع الفتيات لخوض المعركة سيلعب دورا كبير في تقديم حلول للظلم الناتج مع الوقت, بمعني؛ اذ ما نجحنا في تعزيز الجيل الصغير, فيمكن اجداث تطورات ثورية لتغيير الواقع
هل هذا يعني ان تطبيق قرار مجلس الامن 2250 في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا يمكن ان يعتبر من اولي خطوات التطور؟ نعم.بعد صدور القرار 2250 في 2015, الجميع كان و لايزال ينبه حول اهمية و قوة ضم صوت الشباب و بناء قدراته, و لا يسعني الا ان افكر في مدي قوة و قدرات ماقد ينتج لو عززناه بتطبيق قرار مجلس الامن 1325.من الأهمية تجميع قدرات الشباب و الشابات كعناصر مهمة في المجتمع لتعمل سويا لبناء قاعدة لضمان النجاح الذي نسعى اليه
