مصدر الصورة: ويلف
لو كانت موجة الحر أحدثت تأثير كبير على جينيف خلال الأسبوع الماضي، فإن البعثة الليبية من منظمة “معاً نبنيها” أحدثت تأثيرا أكبر بكثير..
في الجلسة الـ41 لمجلس حقوق الإنسان، واجهت هذه البعثة صناع القرارات، ممثلي الأمم المتحدة و الإعلام بكل شجاعة ليعرضوا أجدد مقترحاتهم السياسية التي تدعو للأمن و السلام للنساء في ليبيا و يعلنوا انطلاق حملتهم “أكمل الصورة”.
تعمل رضا الطبولي و روان خلف الله و زبيدة الباروني بلا كلل منذ عام 2011 لتعزيز دور المرأة في الاقتصاد والسياسة الليبية وكذلك السعي لتحقيق المساواة لكل امرأة في ليبيا.
“أكمل الصورة” هي المرحلة الثانية من الحملة التي أطلقتها المنظمة في العام الماضي “الجزء المفقود من الصورة” التي انتشرت في كل المنصات الاجتماعية والتي انتقدت السياسيين الذين تم تصويرهم في كل محادثات السلام الليبية في مجموعات استثنت النساء. لقد انطلقوا ببعض الصور الساخرة “ميمز” التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي و في المؤتمرات والمحادثات التي سلطت الضوء على غياب المرأة الليبية عن صنع القرار التي من شأنها أن تؤثر على حياتها بقدر تأثيرها على حياة أبنائها و أزواجها و إخوانها.
Photo Credit: Charlotte Hooij
“لو كانت لدي قوى خارقة، سوف أغير حياة الرجال مكان حياة النساء لمدة 24 ساعة، ليعيشون ما تعيشه النساء حتى و لو كان ليوم واحد.” كان هذا ما شاركته روان خلف الله، ثم أكملت قائلة: “أظن أنهم لو اضطروا لخوض ما تعيش و تشعر به المرأة، فإنهم سيغيرون تماما نظرتهم و معاملتهم للنساء.” ترى روان أنه ليس من المستحيل تحقيق المساواة في ليبيا، إنها فقط تتطلب إرادة و عزيمة.
أشارت د. رضا الطبولي المؤسس و الرئيسة إلى حملة هذا العام، “أكمل الصورة” بأنها تستهدف المجتمع الدولي لأنهم “الوسطاء الرئيسيون في عملية السلام في ليبيا”. المرحلة الثانية من الحملة (أكمل الصورة) أكملت على نجاح حملة العام الماضي (الجزء المفقود من الصورة) في الهدف إلى زيادة و ضمان إشراك النساء في عمليات بناء السلام.
مصدر الصورة: ويلف
عندما سألنا روان، ماذا تعني لها “النسوية”؟ أجابت بأنها تعني تحقيق المساواة بين الجنسين. “في ليبيا نرى الكثير من التمييز ضد النساء و هو متعمق جداً و تم تطبيعه كأمر عادي جداً.”
تشعر روان بالغضب من حقيقة أن المرأة في ليبيا ليست حرة في اختيار ما قد يعتبره الكثيرون حياة طبيعية وما هو أكثر حزنًا هو أن غالبية النساء ما يقبلن بذلك كحقيقة لا مفر منها ، أو أسوأ ، كالطريقة الوحيدة الصحيحة للعيش . وتقول: “النسوية الحقيقية تعني القضاء على هذه الفكرة وإنشاء مجتمع يعيش فيه الرجال والنساء على قدم المساواة”.
ما تؤمن به منظمة “معاً نبنيها” هو أنه لا يمكن لأي مجتمع أن يعمل بأقصى طاقته إذا لم يشارك الرجال والنساء على قدم المساواة. غالبًا ما تقول كلا من رضا الطبولي، روان خلف الله و زبيدة الباروني ، أنه عندما يتم قبول النساء في البيئات المهنية في ليبيا ، يتم استبعادهن من الأماكن التي يتم فيها اتخاذ القرارات المهمة. ببساطة ، وجهة نظرهن هي أنه إذا كانت إحدى المجموعات تسيطر على مجموعة أخرى في أي مجتمع ، فإن النتيجة الحتمية هي العنف والتمييز وهذه ليست طريقة صحية للعيش.
على الرغم من أن روان خلف الله تبلغ من العمر 22 عامًا ، لا تشعر بالذعر من المهمة وتعمل بحافز لتغيير حياة كل امرأة ليبية. أخبرتنا أن إلهامها في والدتها التي أنشأتها مثل الأولاد لأنها لم يكن لديها أي إخوة ، و تعلمت بالتالي أن تكون حرة وقوية منذ سن مبكرة. هذه الشجاعة والتحدي للقوالب النمطية الجنسانية تم نقلها بوضوح إلى روان خلف الله. إن هذا النوع من التسوية هو الذي يُفرض على النساء في الثقافات الذكورية مثل ليبيا (أن تُعامل كولد بمقابل منحها حرية التصرف و اتخاذ القرارات كالأولاد). وتقول: “في مجتمع يهيمن عليه الذكور ، يتعين على المرأة أحيانًا أن تتصرف مثل الرجل لتكون قادرة على العمل”. الهدف منعمل كلا من “معاً نبنيها” و “ويلف” هو الوصول إلى نقطة حيث أن المرأة لها الحرية بالكامل دون الحاجة إلى إنكار جنسها بهذه الطريقة.
إنها تريد أن تكون مثالا للفتيات في سنها أنه ليس من المستحيل أن تطلب الأشياء التي تحلم بها وليس من المستحيل أن تحلم بها. و لخصت كلامها بـ أن “العالم مكان أكبر بكثير من المجتمع الذي نعيش فيه ، وهناك العديد من الاحتمالات وهناك العديد من الطرق للعيش”.
مصدر الصورة: ويلف
“المرأة الليبية تواجه العنف على أساس يومي.” تقول رضا الطبولي في نهاية الحدث الجانبي. حتى أبسط أساسيات الحياة غالباً ما تكون غائبة ، و تلخص بأن “بناء السلام المستدام لا يمكن تحقيقه دون مشاركة جميع الجنسين والفئات العمرية في ليبيا”.
مترجم من: https://www.wilpf.org/libyan-women-lets-complete-the-picture/?fbclid=IwAR2aHeXjUGl6a8Aoo0mSB9_FMZCxrp9t9o2sKiCda5xReLAC15tsuqY0CHw