اشعر بأنني كنت محظوظة لأني تربيت بعائلة تقدر الشباب و تؤمن بضرورة تشجيع النساء الشابات لكي يبنين شخصيتهن بالتعليم و التوعية الضرورية و إتاحة الفرصة لهن لإتبات وجودهن . لكنني مع ذلك لم افهم المعنى الحقيقي لكل هذا الى أن رأيت بنفسي تلك الضرورة التي لست انا فقط من يحتاجها بل كل النساء اينما كن. لم يكن في عائلتي فقط من يقدر و يؤمن بتلك الحقوق و ضرورة التوعية و اعطاء الفرص و تشجيع النساء لمعرفة دورهن الحقيقي في حياتهن و المجتمع بل البعض اخذن الموضوع بجدية و بدأن العمل عليه منذ وقت طويل.
عندما كنت في التاسعة من عمري او العاشرة تقريبا لاحظت المتعة التي تمتعن بها امي و اختي لكونهن ناشطات في هذا المجال و لأنني كنت صغيرة في ذلك الوقت كنت اتساءل كيف يمكن لأحد ان يقضي ساعات طويلة يفكر في الاخرين و يعملن بجد لكي يحدثن تغيير في حياة الآخرين لإعطاء النساء الامكانية لحياة افضل. ومن سنوات لم افهم كيف من فكرة صغيرة مثل التوعية بإمكانها جعل النساء يقيمن ضرورة اعطاء المرأة حق العمل و بناء مستقبلها ليكن مستقلات في ادارة حياتهن.
رغم صغر سنى فقد مررت يوماً بشعورً مؤلم بسبب عدم السماح لى بالدخول لقاعة اقيمت بها احتفالية دعم المرأة المترشحة فى انتخابات 2012 والمقامة تحت شعار صوتى لها و الغرض من ذلك الحدث هو تشجيع المرشحات النساء. وربما كان ذلك بسبب صغر سنى. تحوم بي ذاكرتي أنه أثناء تواجدى خارج القاعة طلب القائمون على تلك المناسبة من النساء المرشحات التجمع عند درج واسع كان في وسط الفندق لكي يتم اخذ صورة لهن و عندما رأيت هذا العدد من النساء يتخذن موقعهن على الدرج قررت أن أكون جزءا مما يحدث و استطعت أن آخذ مكانا لي و انتهى بي الامر بالظهور فى تلك الصورة.
ها أنا الان و قد وصلت سن البلوغ , بدأت أرى تلك الفرص التي نحن كشابات من الممكن أن نكون جزءا منها ففي الوقت الحاضر أنا جزء من “The competitive college club”CCC . لن انسى اليوم الذي رأيت فيه الرسالة التي تم قبولي فيها كجزء منه فقد كان ذلك اول خطوة من السلم الطويل الذى أمل ان يصلنى لتحقيق طموحاتى، و هناك ايضا الكثير من البرامج الاخرى و الجمعيات الخيرية منها و التوعوية التي يجب على الشابات المشاركة فيها لتوعيتهن بحقوقهن ولكي يحيين بكرامة. علينا ان نعمل على تشجيع الشابات للإنضمام الى مثل هذه الجمعيات للمساهمة في حملات التوعية و النهوض بالمرأة