قوة النساء الليبيات في مخيمات النازحين

قوة النساء الليبيات في مخيمات النازحين

قوة النساء الليبيات في مخيمات النازحين 400 300 admin

بقلم ميسم المبروك

ّلو الليبين يريدون سلام مستدام من أعمق الجذور ، هناك بعض الحقائق التي يجب علينا فهمها و الإيمان بها، أحدها هي: أنه عندما يأتي لبناء السلام، النساء هُن عامل حاسم نحو السلام و نحو إنهاء الصراع الدائر في البلاد. هذا ليس مجرد شعار من نظرية لها علاقة بالحركات نسوية، أكرر، و لكنه إدراك من خلال خبرتي خلال الأربع أعوام من العمل على مخيمات النازحين.

 النساء في مخيمات النازحين في ليبيا

 منذ بداية الثورة الليبية في عام 2011، الألاف من العائلات اضطروا لترك منازلهم ليصبحوا نازحين في وطنهم، و اليوم بعد أكثر من 5 أعوام تقريبا مزالوا غير قادرين على الرجوع لمنازلهم بسبب الظروف الأمنية و السياسية.

 منذ بدأت التركيز على مخيمات النازحين، كنت أعمل بشكل رئيسي على حملات المساعدات الإنسانية، و كما يمكنكم التخيل المساعدات الإنسانية تكون بتوفير الإحتياجات الأساسية للفرد ليستطيع النجاة و ليست لتوفير حياة مريحة لهم. على كل حال، بعد عدد كبير من هذه الحملات و التعامل من خلالها مع النازحين، بدأت أدرك أن الطعام، و الأغطية، و المستلزمات الطبية ليست الأشياء الوحيدة التي يحتاجونها.

منذ بدأت التركيز على مخيمات النازحين، كنت أعمل بشكل رئيسي على حملات المساعدات الإنسانية، و كما يمكنكم التخيل المساعدات الإنسانية تكون بتوفير الإحتياجات الأساسية للفرد ليستطيع النجاة و ليست لتوفير حياة مريحة لهم. على كل حال، بعد عدد كبير من هذه الحملات و التعامل من خلالها مع النازحين، بدأت أدرك أن الطعام، و الأغطية، و المستلزمات الطبية ليست الأشياء الوحيدة التي يحتاجونها.

 أول شيئ يحتاجونه هو أن يتوقف الناس عن معاملتهم كمجموعات ضعيفة، لا يريدون أن يكونوا عالقين في فكرة أنهم نازحين في وطنهم و كنتيجة لذلك دائما نتبرع لهم. الغالبية منهم لم يتقبل وضعه الجديد إلى الأن و يأملون ان يرجعوا لمنازلهم يوما ما، و لكن مع ذلك يدركون هذا الوضع و يحاولون تحسينه. العديد منه مستعدين متابعة حياتهم على الرغم من الظروف السيئة في المخيمات. يريدون العودة للمدارس و الجامعات، يريدون العمل وأن يشعروا بأنهم مهمّين لنفسهم، و لعائلاتهم، و مجتمعاتهم.

 أحد هذه المخيمات تستضيف ألاف الناس من مدينة تاورغاء، اللذين حُرموا العودة لمنازلهم ليصبحوا نازحين حول ليبيا، حصلت على فرصة التعرّف و الحديث مع أمهات مقيمات في المخيمات مما جعلني أدرك كم يمكن للنساء أن يُصبحن شجاعات و قويات.

 في وقت ما كنت أعطي محاضرة عن الصحة في مخيم يحتوي على 500 عائلة تقريبا، تقدّمت إليّ إحدى الأمهات و قالت: “أولادنا يحتاجون محاضرات عن المشاكل الحالية، سيكون أفضل لو يمكنك التركيز على تمكين الشباب المقيمين في المخيم و التكلم معهم عن أشياء مثل العدالة الإنتقالية.” رأي هذه الأم عكس لي كيف يفكرنّ النساء هنا، أنه بالرغم من أن أطفالهم ، و الشباب في المخيم ضحايا لصراع مسلح لا زالوا يريدونهم أن يلعبوا دور فعّال من حيث مبدأ بناء السلام. يعرفون أن البلاد لن تصل للسلام وأنهم لن يعودوا لمنازلهم إلا لو نساء و شباب المجتمع يلعبون دور فعّال في تعزيز ثقافة تحقيق السلام.

 على الرغم من أن نساء تاورغاء عانين المُر بسبب الصراع المسلح و أصبحت حياتهم محدودة لحياة مخيم. فإنه عند الإستماع إلى كلامهنّ و مطالبهنّ خلال محادثاتي معهن، من الواضح أن المعرفة التي لدى نساء المخيم عن بناء السلام  و حل الصراعات العنيفة، يتعدّى معرفة خبراء السلام في العالم المتحصلّين على درجات الماجستير و الدكتوراة على بناء السلام و حل الصراعات، لأنهم هم من على الأرض ، هم من يواجهون العنف في المخيمات ، و الأهم من ذلك هم من يفهمون  أن السلام  هو أكثر بكثير من مجرد إنهاء حرب فقط.