العمر ليس حاجزا

العمر ليس حاجزا

العمر ليس حاجزا 1280 720 Aisha Altubuly

العمر ليس عائقا لتكون/ي ناشط/ة…

هذه كانت رسالتي للعالم خلال مشاركتي بالنيابة عن منظمة “مـعـا نبـنيهـا” في مؤتمر “مدن تدافع عن حقوق الإنسان” خلال شهر أكتوبر 2017 في برشلونة، إسبانيا.

بدأت منذ كان عمري خمسة عشر عاما بعد الثورة الليبية عام 2011. كنت صغيرة في العمرعندما حصلت كل هذه الأحداث، كنت في الصف التاسع في المدرسة ليس لدي أي خلفية مسبقة عن ماهية المجتمع المدني ولا السياسة بشكل عام. كنت فقط أحاول أن أكون متابعة لكل ما يحدث في ليبيا و خاصة عندما سيطر العنف على بلادي و مجتمعي المسالم. بالرغم من أنني لم امتلك الخبرة الكافية هذا لم يمنعني من أن أكون ناشطة، كنت دائما أحاول أن أطّلع على ما يحدث وأن أتكلم عن الوضع مع أصدقائي و أن أشجعهم على التكلم وأن يعبروا عن أرائهم.

ثم طورت من نشاطي و انضممت لـمنظمة “معا نبنيها” ، سعيدة بكوني انضممت لمنظمة تؤمن بالشباب و تستثمر وقتها في تدريبهم/ن و تحسين مهاراتهم/ن بتوفير الفرص التي تسمح لنا ببناء قدراتنا و تنمية إمكانياتنا كما كان الحال معي. قيادة منظمة “معا نبنيها” كانت دائما مؤمنة بقدراتي و إمكانياتي و شجعتني لأتعلّم أكثر عن بناء السلام، حقوق الإنسان و النشاط المدني. و بالطبع أنا شخصيا كنت ملتزمة برغبتي في التعلّم و الإستفادة من أي فرصة تأتي إلّي لتحسّن من مهاراتي و تضيف لخبرتي، كما حرصت “معا نبنيها” على دعمي و تزويدي بالفرص.

 

تمثيلي الأخير للمنظمة في مؤتمر “مدن تدافع عن حقوق الإنسان” هو مثال على ذلك. لأن لم يسبق لي المشاركة في أي مهمات دعوة لمناصرة قضايا محددة و لا التحدث أمام عدد كبير من الناس. و لكن لأنني مهتمة بمعرفة المزيد و التعلّم عن هذا أكثر لإكتساب الخبرة، رشحتني المنظمة لأمثلها في هذا الحدث. ليس هذا فقط و لكن لأنني أيضا من ضمن الفريق منذ خمس سنوات وقد عملت معهم على غالبية المشاريع التي نظمتها “معا نبنيها” لحد كبير. فـ بالتأكيد أنا أعرف الكثير عن عمل المنظمة و أؤمن بما نفعله و بما نهدف إليه دعموني نحو مشاركة ناجحة في هذا الحدث.

من المهم جدا أن نعطي الشابات و الشباب المساحة المطلوبة للتطوير من أنفسهم/ن و تنمية قدراتهم/ن بدلا من ان نعتبر أن صغر العمر شيئ سلبي. خلال مشاركتي في برشلونة حظيت بالفرصة لمقابلة العديد من الشابات و الشباب اللذين/اللواتي يٌريدون/ن أن يشاركوا/ن وأن يتم تضمينهم/ن للعمل على بناء عالم مسالم أكثر. هذا الشيئ قد فتح عيناي أكثر لحقيقة أن الشابات و الشباب يودون أن يتم تضمينهم/ن، و سوف يقومون/يقٌمن بعمل رائع لو يحظون/يحظيْن بالدعم الذي يحتاجونه و اللازم و الإيمان بقدراتهم/ن.

لا يجب أن يكون تركيزنا على الشباب و المرأة بصفة عامة فقط، و لكن أيضا يجب علينا التركيز على أهمية عمل النساء من كافة الأعمار معا من الشابات الصغيرات إلى النساء الأكبر عُمراً معا للعمل على الأهداف المشتركة في بيئة تجمع بين الأجيال. كما هو الحال مع فريق “معا نبنيها” حيث أنه فريق ملهم يجمع بين النساء من مختلف الأجيال فيه كل أصواتنا مسموعة و الفرص متساوية للكل بغض النظر عن العمر .