المجتمع الدولي وحده لا يستطيع إيقاف العنف المتطرفhttps://togetherwebuildit.org/ar/wp-content/uploads/sites/3/2016/05/05_Hajer-750x330.jpg750330Hajer ShariefHajer Shariefhttps://togetherwebuildit.org/ar/wp-content/uploads/sites/3/2020/03/WhatsApp-Image-2020-03-15-at-7.17.41-AM-1-96x96.jpeg
القادة الشباب معا من ليبيا، يعملون لإشراك المرأة والشباب في بناء السلام.
مواجهة العنف المتطرف، مؤخرا أصبح أولوية على الأجندة الدولية للأمن والسلام. نرى أن الأمم المتحدة، مجلس الأمن و الدول الأعضاء وضعوا هذه المشكلة كأولوية. في حين أن هذه النقاشات التي تهدف للخروج بحلول عملية يمكن تنفيذها على المدى القصير، بالكاد يمكن أن نرى أي تقدم على الأرض. أحد أسباب بطء هذا التقدم هو إقصاء أهم الممثلين من الساحة، النساء و الشباب.
مواجهة العنف المتطرف من قلب الحدث:
في 2013، منظمة معا نبنيها في ليبيا، بادرت بشبكة 1325 في ليبيا، شبكة تضم حوالي 30 منظمة مجتمع مدني و نشطاء مستقلين من كل أرجاء البلاد لتعزيز مشاركة المرأة و الشباب في بناء السلام.
من خلال مشروع شبكة 1325 في ليبيا، عملت منظمة معا نبنيها على جانبين، الأول: هو زيادة الوعي على مستوى المجتمع المحلي لتقليل العنف على كل المستويات، مستوى العائلة، مستوى المجتمع، والمستوى الوطني. وفرت المنظمة تدريبات للنشطاء على تقليل العنف وكيف تكون موضوعية بنية العنف في المجتمع. أيضا عملت نحو جعل النساء يتساءلون عن الأراء السائدة حول مكانة النساء التقليدية في المجتمع، حيث أنهم عادة ما يميلون للتوافق وتصور دورا نشطا في سياق بناء السلام في مقابل شعور أنهم غير مرئيين أو مغلوب على أمرهم.
الثاني: هو من خلال الدعوة من ناحية سياسية، الدعوة من خلال صناع القرار على مستوى وطني و دولي في ليبيا للتركيز و الإهتمام من ناحية المنظور النوعي (الجنسي) ومن منظور الشباب في بناء السلام وقرارات النزعات. لكي تفتح المجال للنساء و الشباب على الأرض بعكس وجهات نظرهم على الأجندة الوطنية للأمن و السلام، و للمشاركة في مفاوضات السلام.
مواجهة العنف المتطرف لا يجب أن يكون النظر إليه على أنه هدف لإنهاء شي سلبي فقط، و إنما أيضا بتقوية الجانب الإيجابي للسلام.
من خلال خبرتي بالعمل حوالي 5 سنوات على بناء السلام في سياق صراع، أدركت أنه لو أن السلام فعلا مرغوب ، النساء و الشباب يجب أن يشاركوا في عملية الأمن و السلام، لأنهم من يستطيعون الوصول للمجتمع، هم من يستطيعون الإحساس بزيادة العنف المتطرف في مجتمعاتهم، والأهم من ذلك هم من يعرفون كيف يحاربنه!
كيف تنظر الأجندة الدولية حول العنف المتطرف على مستوى المجتمع؟
للأسف، أن المعركة ضد الإرهاب، التقارير الإعلامية عن الهجمات الإرهابية، والعديد من مبادرات مواجهة العنف المتطرف، قد وضعت الشباب في موقف متناقض فيما يخص رفض العنف في مجتمعاتهم والدفاع عن هوية مجتمعاتهم. العديد من الشباب اللذين معروفين عامة و يدينون الأعمال العنيفة التي يرتكبها أفراد من هذا المجتمع، بدأت تشكك في وطنيتهم. ما يراه المجتمع هو أن تحت مواجهة العنف المتطرف، كل المجتمع يصنف كمتطرفين أو متطرفين إحتماليين، مما يطرح سؤالا مشروعا ” لم يمكن أن يفكر الشباب أن يدعم مبادرات دولية حول مواجهة العنف المتطرف التي تصنفهم على أنهم متطرفين محتملين؟ “
مبادرة معا للغاية تهدف لقلب هذا السؤال. المبادرة أتت بـ10 أصوات قوية من قلب الحدث، اللذين قاموا بجهود هائلة لتحطيم الصور النمطية عن مواجهة العنف المتطرف و لتوصل فهم أفضل لمجتمعاتهم عن أهمية محاربة التطرف. عملهم مثال رائع للمجتمع الدولي عن كيف يمكن القضاء على العنف المتطرف بتمكين الشباب.
مبادرة معا للغاية بدعم من مؤسسة كوفي عنان، عالم شاب صغير، و المفوضية الأوروبية، سيعملون معا للتعزيز لطرق سرد جديدة حول مواجهة العنف المتطرف . طريقة جديدة لن تنظر للموضوع على أنه مجرد إنهاء شي سلبي ، مجرد إنهاء صراع أو الحد من تجنيد مقاتيلين أجانب، بل إنه سيدعو أصحاب مصلحة الأمن والسلام ليستثمروا أكثر في إقتصاد السلام بدلا من إقتصاد الحرب. المبادرة سوف تعمل على خلق المزيد من المساحات السياسية لمنظمات المجتمع المدني و النشطاء الشباب ليساهموا في حل هذه المشكلة. المبادرة مع تأثير السيد كوفي عنان ستطرح العقبة التسلح العسكري وهي التي تنتشر تحت اسم مكافحة العنف المتطرف.